recent
أخبار ساخنة

نعم لإنهاء الحرب ولا لوقفها .

لا لوقف الحرب ولكن نعم لإنهاء الحرب!!

مبارك أردول 

بعد فشل إنقلاب الدعم السريع في الخامس عشر من أبريل الماضي وفشل القبض او قتل رئيس مجلس السيادة وبقية قادة الجيش، بداء ساسة ونشطاء مؤيدي مجموعة الانقلاب المدحور في رفع شعار مثلما رفعت المصاحف على أسنة الرماح يطالبون ب(وقف الحرب) يصولون به في المنابر، هذا المفهوم المتجلي في الشعار اعلاه في شكله الظاهر لا غبار عليه حيث يسعى لوقف العمليات العسكرية الجارية بين القوات المسلحة السودانية وهي تمثل حكومة السودان ومجموعة الدعم السريع الممثلة في المجموعة المتمردة، قد يساق الناس إليه هلعا من أهوال الحرب الجارية وفظاعتها وانتهاكاتها، ولكنه في الواقع محتواه مخل يختزل الصراع في عمليات عسكرية فقط يجب أن توقف دون النظر الي جذور الصراع الحقيقية ومسبباتها، أو بالاحرى يقر رافعي الشعار هذا بأن حلولهم ومشروعهم السياسي (الاتفاق الإطاري) هو الحل الموجود لمعالجة جذور الصراع، ولا يعترف باي مشروع اخر.

هذا فخ مثله مثل الذي يدس السم في الدسم، لذلك عبارة وقف لاتنهي ترسانة الحرب ولا تضمن عدم عودته مجددا في اي وقت سيما عندما يستعد الطرف الذي إبتدرها بانقلاب فطير التخطيط، هذا الفاشل سوف يحكم المرة القادمة كل مراكز الخلل ويعود بصورة قوية.

لا ندعم وقف الحرب وإنما ندعم ونعمل على إنهاء الحرب بإنهاء كافة التشوهات التي قادت الي الحرب باقتلاعها من جذورها، اول هذه التشوهات هي تشوهات المنظومة الأمنية، فإزالة التشوهات في المنظومة الأمنية تتم اما عن طريق الحرب نفسها وهو خيار مكلف أو عن طريق الإستسلام للمليشيات المتمردة او عن طريق مباحثات السلام وهو افضل الخيارات، فكما حدث في مفاوضات الحكومة الإثيوبية مع جبهة تقراي في جنوب إفريقيا، حيث إنتهت ازالة التشوهات الامنية بجمع سلاح جبهة التقراي ودمج وتسريح مقاتلي الجبهة وغيرهم من مليشيات حتى تلك التي وقفت مع الجيش الحكومي في قتال جبهة التقراي، فالمفاوض في جدة عليه ان يتسلح بهذه المفاهيم والمعارف ولا يقع في فخ وقف الحرب ومعالجة التجليات بدلا عن بحث الجذور ووضع حد لها، فالميدان تفاوض والطاولة أيضا كذلك.

وتعني إنهاء الحرب سياسيا الشروع في تأسيس برنامج سياسي جديد يعالج كافة تشوهات البرنامج الذي قاد الفضاء السياسي للاحتقان ثم الحرب، فمن ينادون بوقف الحرب هم مازالوا يحلمون بعودة مشروعهم الذي تسبب في الحرب وهو الاتفاق الإطاري، ولكنه حلم صعب على داعميه فرضه بفوهات البنادق فلن يسمح له بالعودة من خلال الطاولة مجددا، وإنما تأسيس مشروع يحقق المصالحة الوطنية والعدالة في البلاد.

أيضا يشمل إنهاء الحرب معالجة كل التشوهات التي نتجت من الحرب خاصة التي مست حياة المواطنين واعراضهم وممتلكاتهم ومؤسساتهم الرسمية وحتى البنية التحتية ويتم ذلك عبر مشروع لاعادة الحياة والتعويض واعادة الإعمار.
 خلاصة القول إن وقف الحرب لا يحقق تطلعات الشعب السوداني من خلال وجود منظومة أمنية واحدة، و لن يسمح شعبنا مرة اخرى بتكوين او تواجد المليشيا مهما كانت الظروف. وكذلك وقف الحرب لا يعالج الازمة السياسية بل يعيد وضع ما قبل الحرب سياسيا في مغالطة واضحة لحقائق الواقع الجديد. 

ادعموا إنهاء الحرب ففيها سيكون لنا جيش وطني واحد ومصالحة وطنية شاملة واعادة إعمار لما دمره الحرب.

نعم لإنهاء الحرب ولا لوقفها .
google-playkhamsatmostaqltradent